القائمة الرئيسية

الصفحات

الحادثة التي هزت العالم الإسلامي

التاريخ الإسلامي يتميز بهيبته وعظمته، لكن كل تاريخ ظهره مليء بالجراح لا يحس أحد بألم جرح من جراحه إلا من عاصر ذلك الجرح، ولا يراه إلى من قرأ أو سمع عنه


إحدى تلك الجراح هي حريق... واحدة من أخطر الحرائق في التاريخ الإسلامي، حريق المسجد النبوي عام ٦٥٤ هجري وبالتحديد في الأول من رمضان وميلاديًّا في ٢٨ سبتمبر ١٢٥٦



الحريق الذي أدى إلى انهيار سقف المسجد بالكامل ودمار محتويات تعود إلى عصر أشرف الأنبياء والمرسلين محمدٌ صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم وكذلك آثار تعود للدولتين الأموية والعباسية


وهو أول حريق في تاريخ المسجد النبوي وهو الذي دمر شكل المسجد الأول الذي أسسه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه رضوان الله عليهم، بينما الناس يعودون إلى منازلهم


من المسجد بعد صلاة التراويح كما ذكرت في الأول من رمضان ليلة الجمعة، قام أبو بكر بن أوحد وهو خادم في الحرم النبوي للخروج، وذهب إلى مخزن يقع غرب المسجد


في يده نار تضيء له الطريق، راغبًا في استخراج قناديل ينير بها جنبات المسجد كما جرت العادة، وبينما هو منشغل في استخراجها نسي النار في المخزن وخرج بدونها


وما هي إلا لحظات وإذا بنار تشتعل في المخزن وأكلت النار المخزن والنار تتجه نحو المسجد ووصلت إلى اسقفه وأبو بكر يحاول إطفاءها دون جدوى وقيل أنه مات في الحريق


والنار تتجه نحو جنوب المسجد نودي إلى الأمير جاء الأمير وجاء

الناس من كل الأنحاء لكن الحريق يزداد ويزداد، يأكل فيأكل وأتت المسجد كله ولم يبق ولا خشبة واحدة

ذاب الرصاص من الأساطين فسقطت، وبقيت أعمدة المسجد قائمة تتمايل مع هبوب الرياح، والناس كلهم منفجعين من الحادثة أحسوا وكأنهم فرطوا في أمانة تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم

دمرت تصاميم وزخارف ومحتويات تعود إلى الدولتين العباسية والأموية، منها الأبواب والخزائن وجميع الكتب التي حوتها مكتبة المسجد ولم يتبق سوى قبة توضع فيها الذخائر كانت تتوسط المسجد

وسقط بسبب الحريق السقف الذي أعلى الحجرة النبوية على سقف بيت النبي صلى الله عليه وسلم فوقع بعضه على القبور الشريفة، وهب الناس إلى الخليفة المستعصم بالله وآخر الخلفاء العباسيين فأجابهم بإعادة الإعمار

ولما أردوا إزالة ما وقع على القبور الشريفة لنبي الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لم يجسروا
تحريك شيء لهيبة المكان


فأرسل إلى الخليفة ليفعل ما يصل به أمره وانتظروا الجواب فلم يصل لاشتغال الخليفة بالتتار، وسقطت الدولة العباسية وسقطت بغداد على يد التتار، لكن المسجد بني مرة أخرى فتولى هذه المهمة المماليك في مصر، ورُمم المسجد عام ٦٦١ هجري


بمساهمة من ملك اليمن المظفر الذي أرسل منبرًا جديدًا للمسجد عوضًا عن المنبر المحترق، وساهم الظاهر بيبرس بمقصورة خشبية لتوضع حول الحاجز المخمس المطوق للحجرات النبوية عام 665هـ وغيرهم حتى عمّر مرة أخرى

.
.
.
.

المصدر:twitter:@Abelardo_m43






اتمنى قراءه صفحة إتفاقية المستخدم



تعليقات