وذلك بفضل الله ثم بفضل عدد سكانها الذين قاربوا الثلاثين ألفًا ومينائها التجاري ذي الدور الهام في نقل السكر والخمور(أكرمكم الله) نحو أوروبا، لذلك كانت تلقب ب"باريس الكاريبي"... نعم كانت
والشيء السلبي الوحيد هو أن مدينة سانت بيار تواجدت على بعد حوالي ١٠ كيلومترات فقط من بركان مونت بيليه،وهو أحد أخطر البراكين عبر التاريخ إن لم يكن أخطرها فخلال التاريخ الحديث شهدت المنطقة ثورات عديدة لهذا البركان كانت أبرزها سنة ١٧٩٢م
وسنة ١٨٥١م وجاء ذلك قبل أكبر كارثة بركانية حدثت في التاريخ سنة ١٩٠٢م أي قبل ١٢٠ سنة، في عام ١٩٠٢م وبالتحديد في أواخر شهر أبريل شهد بركان مونت بيليه بداية نشاطه، فقد كان يطلق كميات من الدخان والغاز كما شهدت المناطق المحاذية له عددا من الهزات الأرضية الخفيفة
ولذلك فإن البحيرات أصبحت غير صالحة للاستخدام كما وبسبب البركان عمدت العديد من الحشرات والحيوانات السامة إلى مغادرة الغابات القريبة لتستقر بسانت بيار حيث امتلأت شوارع المدينة حينها بالأفاعي والتي قدّر طول بعضها بنحو مترين
لذا فخلال عدة أيام تسببت تلك الحيوانات بمو.ت ما لا يقل عن ٥٠ مواطنًا في المدينة، وفي ٥ من شهر مايو اجتاح تدفق طيني نهرًا على الجانب الجنوبي الغربي من البركان ، مما أدى إلى تدمير مصنع للسكر . أدى التدفق الهائل إلى دفن حوالي ١٥٠ شخصًا
إلى أن جاء ذلك اليوم.... الثامن من مايو عام ١٩٠٢م الساعة الثامنة صباحًا قرر البركان أن يفرغ ما في بطنه، اهتزت المنطقة على وقع انفجار رهيب أعلن بداية ثوران بركان مونت بيليه
ارتفعت غيمة دخانية لتغطي السماء وتحجب أشعة الشمس بلونها الداكن بلغ طول قطرها نحو ١٦٠كم!! ثم أطلق البركان غيمة أخرى أفقية تتجه للمدينة وتسمى بالتدفق البركاني الفتاتي وهو تيار تبلغ سرعته نحو ٧٠٠ كيلومترًا في الساعة مكون من الغاز الحارق والصخر الساخن
وتبلغ درجة حرارته نحو ١٠٠٠ درجة مئوية، وصلت الغيمة الثانية للمدينة في الساعة ٨:٠٢ ودمرت المدينة بأكملها في الساعة ٨:٠٣ أي في دقيقة واحدة فقط، لم يتبقى ولا منزل إلا وأصابه التدفق أي بالعربي تم محوها من الخارطة
وبناء على شهادة مرعبة قدّمها ركّاب عدد من السفن المتواجدة في عرض البحر حلّت كرة نارية ملتهبة فوق المدينة الملقبة بباريس الكاريبي متسببة في دمار المدينة بالكامل، كان عدد سكانها ٢٨٠٠٠ ساكنًا وكلهم تقريبًا كانوا في داخل المدينة في ذلك الوقت
حرقوا أو الغاز الساخن أحرق جهازهم التنفسي أو هدت منازلهم فوق رؤوسهم ولم يتبق منهم سوى شخصين أحدهما كان يعيش على أطراف المدينة والثاني قصة نجاته غريبة جدًّا بل أشبه بالخيالية
بعد وصول فرق الإنقاذ من الكثير من دول العالم بعد ثلاثة أيام وجدوا سجن حجري مشدد يجعل السجين غير قادر على الهرب أبدًا وكان هو المبنى الوحيد الذي لم يتأثر، وسمعوا داخله صوت استغاثات من رجل بداخله...
هي التي بالصورة
رجل مكروه ومثير للمتاعب يدعى لودجر سيلباريس سجن يوم السابع من شهر مايو أي قبل يوم واحد من ثوران البركان بسبب غير معروف يقال أنه بسبب تهمة قىْْل، وأنقذته الجدران السميكة للزنزانة من هول الكارثة إلا أنه أصيب ببعض الحروق التي تدخل من نافذة صغيرة فوق الباب
وأخبرهم عن بعض تفاصيل الحادثة مثل صوت الانفجار، وفي بعض الصحف تقول أنه هناك ناجون آخرون يعيشون على أطراف المدينة، ٢٠ مايو ١٩٠٢م ، دمر ثوران آخر مشابه للثورة الأولى من حيث النوع والقوة ما تبقى من سان بيير
مما أسفر عن مقتل ٢٠٠٠ من رجال الإنقاذ والمهندسين والبحارة الذين جلبوا الإمدادات إلى الجزيرة، انتهى نشاط ذلك البركان في ٥ أكتوبر ١٩٠٥م
.
.
.
.
المصدر:twitter:@abelardo_43
اتمنى قراءه صفحة إتفاقية المستخدم🙏
تعليقات
إرسال تعليق