ايلي كوهين، يهودي الديانة، ولد بمصر وتحديدًا بالاسكندرية في عام 1924،التحق في طفولته بمدارس دينية يهودية، درس الهندسة في جامعة القاهرة ولكن لم يكمل تعليمه، أجاد العبرية والعربية والفرنسية بطلاقة، انضم للحركة الصهيونية وهو في العشرين من عمره كما التحق بشبكة تجسس إسرائيلية في مصر
هاجر من مصر نهائيًا عام 1957 بعد حرب السويس، بعد وصوله إسرائيل عمل في البداية في ترجمة الصحافة العربية للعبرية ثم التحق بالموساد، تم إعداد قصة مختلقة له لزرعه لاحقا في سوريا فذهب للأرجنتين عام 1961 وتقول القصة الوهمية إنه سوري مسلم اسمه كامل أمين ثابت وقد نجح هناك في بناء سمعته
وفي سوريا أيضًا توثقت صداقته بالملحق العسكري أمين الحافظ الذي أصبح رئيسًا لسوريا لاحقًا، انتقل كوهين لدمشق عام 1962 حيث وصلت علاقاته لأعلى المستويات وخاصة بين كبار ضباط الجيش ورجال السياسة والتجارة وسكن بحي المجاور لمقر قيادة الجيش السوري (كانوا يثقون فيه ثقة عمياء)
وكان من المعتاد أن يزور أصدقاؤه في مقر عملهم، فيتحدثون معه بحرية عن تكتيكاتهم في حالة نشوب الحرب مع إسرائيل ويجيبون على أي سؤال فني يتعلق بطائراتهم السرية، أو الغواصات التي وصلت حديثًا من الاتحاد السوفيتي
وكانت هذه المعلومات تصل أولًا بأول إلى (فلسطين المحتلة) ومعها قوائم بأسماء وتحركات الضباط السوريين بين مختلف المواقع والوحدات
وفي أيلول/سبتمبر 1962، رافق أحد أصدقائه في جولة داخل التحصينات الدفاعية، وقد تمكّن من تصوير جميع التحصينات بواسطة آلة تصوير دقيقة مثبتة في ساعة يده التي أنتجتها المخابرات الإسرائيلية
وفي عام 1964، زوّد كوهين قادته في تل أبيب بتفصيلات للخطط الدفاعية السورية في منطقة القنيطرة. وفي تقرير آخر، أبلغهم بوصول صفقة دبابات روسية من طراز رفيع وأماكن توزيعها وكذلك تفاصيل الخطة السورية التي أعدت بمعرفة الخبراء الروس لاجتياح الجزء الشمالي من إسرائيل في حالة نشوب الحرب
وازداد نجاح كوهين أكثر فأكثر خاصة مع مسؤولي حزب البعث السوري بتاريخ 24 كانون الثاني 1965، وبعد 4 سنوات من العمل في دمشق، تم الكشف عن كوهين عندما كانت تمر أمام بيته سيارة رصد الاتصالات الخارجية التابعة للأمن السوري. وعندما ضبطت رسالة مورس صدرت من المبنى الذي يسكن فيه
حوصر المبنى على الفور، وقام رجال الأمن بالتحقيق مع السكان ولم يجدوا أحداً مشبوهاً فيه، ولم يجدوا من يشكّوا فيه في المبنى إلا أنهم عادوا واعتقلوه بعد مراقبة البث الصادر من الشقة
اكتشفه محمد بشير وهو مسؤول الإشارة في الجيش، حيث أن السفارات تبث ترددات محددة، واكتشف وجود بث غير مماثل لهذه الترددات، فداهم سفارة أو سفارتين، ثم رصدوا الإشارة مجددًا وحددوا المكان بدقة وداهموا البيت، وقبضوا على الجاسوس متلبسًا، وحاول أن يتناول السم، ولكنهم أمسكوه قبل ذلك
وتم إعىدامه شنقىًا في ساحة المرجة وسط جموح من الناس في دمشق في مايو عام 1965
.
.
المصدر
Twitter:@cn6c6
اتمنى قراءه صفحة إتفاقية المستخدم
اتمنى لكم قراءة ممتعة
تعليقات
إرسال تعليق