القائمة الرئيسية

الصفحات

مأساة أوتا بينغا المسجون في قفص

 

في عام 1859 م ، قام عالم الطبيعة

والفيلسوف المشهور " تشارلز داروین" ، بنشر

كتابه الجديد ( أصل الأنواع )، أما بالنسبة

للإنسان ، فقد قال داروين أن الإنسان كان

أصله قرد ، ولكنه مر بتطورات وصلت به إلى

الشكل الحالي ، وأوضح أن فترة الحمل لدى

الشمبانزي والغوريلا والإنسان متشابهة

للغاية


وفي نفس التوقيت كان هناك قبيلة تعيش

وسط الغابات الإستوائية بالكونغو البلجيكية

وكانوا مميزين بقصر قامتهم وكانوا أكثر شبها

بالقرود ، يتسلقوا الأشجار بسرعة رهيبة ،

ويقوموا ببرد أسنانهم فتصير حادة وصغيرة


قرر الملك " ليوبالد " أن يتخذهم عبيداً له ،

رفضوا أن يكونوا عبداً له ، عذبهم وقتل

زوجتة اوتا بينجا و أولاده ، كان اوتا بينجا

خرج ليحضر الطعام وعندما عاد الى القرية

يشوف اهل القرية يعذبوهم فشرد


وذات يوم رآه رجل الأعمال صامويل ، وقرر

أن أوتا هو حلقة الوصل بين القرد والإنسان

واشتراه من سوق العبيد وعاد به إلى بلده ،

وقام بعرضه في المعرض البشري ، وأثار

وجوده ضجة كبيرة وحضر آلاف الزوار

لرؤيته ، ونقلوه لحديقة حيوان في قفص كبير


وكان يراه ما يقرب من ٢٠ ألف زائر يوميا،

والأسوء أنهم كانوا يعاملونه على أنه حيوان

مجرد تماما من أي مشاعر ولا يحق له أن

يبدي أي اعتراض،بعد انتشار أخبار أوتا،

تعاطف معه المئات ،وجن جنون المجتمع

الأمريكي والأفريقي أيضا،وبدأ الناس

يحتجون في الصحف والإعلام،وطالبوا

بإعطاء أونا حريته


سمح لأوتا أن يسير داخل الحديقة ويخرج

من قفصه ، وهنا ساء الوضع أكثر ، حيث

أرعبه الزوار وضربوه وأهانوه كثيرا واضطر أن

يدافع عن نفسه ، واعتدى على بعضهم

ضاعف الثوار احتجاجهم وكتبت قصة أونا

على الصفحات الأولى لأكبر الصحف في

أمريكا ، فخاف صاحب الحديقة وقرر إطلاق

سراحه


تم إيداعه بعد ذلك في دار أيتام تابع

لكنيسة ، وبدأ يندمج مع البشر ، وتعلم طراز

الحياة ، وعدل ملابسه وشكل أسنانه ، وأتقن

اللغة الإنجليزية ، واشتغل في مصانع التبغ ،

واستغل موهبته في التسلق ، فكان يتسلق

الأعمدة ويأتي بورق التبغ ، وبدأت الحياة

تتحسن تدريجيا


في عام 1914 م ، جاءت الحرب العالمية

الأولى وتوقفت حركات الملاحة تماما ،

وانقطع أمل أوناتا في العودة لوطنه ، ودخل

وقتها في نوبة إكتئاب شديدة ، أنهاها بطلقة

في قلبه ليتخلص من بؤسه للأبد

.

.

.

.


المصدر:

Insta:@yy2w




اتمنى قراءه صفحة إتفاقية المستخدم


تعليقات