القائمة الرئيسية

الصفحات

غزو الفايكنج الأول 239هـ (844م) على بلاد المسلمين

 

كانت قبائل النورمان الفايكنج قد خرجوا من ديارهم في شمال أوروبا وعبروا خليج «بسكي» ونزلوا على سواحل الأندلس الغربية عند مدينة «لشبونة» الاندلسية بأسطول كبير، واشتبكوا مع أهل المدينة ولكنهم لم يستطيعوا السيطرة على المدينة لبسالة اهلها في الدفاع عنها


ثم أغاروا على مدينة «قادش» وتوغلوا في الداخل حتى مدينة «شذونة» وكان يستعينون بالنار لإرهاب السكان، فأطلق عليهم السكان اسم «المجوس» ظنا منهم انهم يعبدون النار .. تجمعت سفن الفايكنج عند مدخل نهر الوادي الكبير متوجهين نحو إشبيلية


وصل الفايكنج في حوالي أربعة وخمسون مركبا معها أربعة وخمسون قاربا تحمل آلاف المقاتلين

‏وإستغلوا خلو مدينة إشبيلية من الاسوار والجند ولم تفلح مقاومة أهل إشبيلية المدنيين لهم. فدخلوها وعاثوا بها فسادا ثم عادوا إلى مراكبهم



ومن عادة الفايكنج أنهم إذا نزلوا اي مكان فإن الملوك ترتعد فرائصها منهم وتأتي لهم بصناديق الذهب والفضة حتى يرحلوا عن بلادهم .. ولكن هذه المرة إختلفت القصة

أخلى المسلمون المدينة لتنظيم أمورهم والإعداد للجهاد منسحبين إلى قرمونة وجبال إشبيلية, فعاد الفايكنج فلم يجدوا احد إلا مجموعة من الشيوخ كبار السن في المسجد فقاموا بذبحهم, ثم احرقوا سقف المسجد



قام أهل إشبيلية وقرمونة بعمل الكمائن للفايكنج, مما أدى بالفايكنج لترك سفنهم والتقدم بريا لتحرير اسراهم, كان في هذا الوقت الأمير عبدالرحمن الثاني قد ارسل فرقة صغيرة من الفرسان بقيادة عيسى بن شهيد في إتجاههم لحين وصول الجيش الرئيسي


وفوجئ الفايكنج بهذه الفرقة من الخيالة, وكانت هذه أول مرة تلتقي السيوف العربية مع فؤوس رجال الشمال (النورمان) الفايكنج وسرعان ما أثبتت السيوف العربية تفوقها فجرت بينهم معركة صغيرة قتل فيها 70 من الفايكنج وفر الباقون



أرسل أمير الأندلس عبدالرحمن بن الحكم محمد بن سعيد بن رستم لصد عدوان الفايكينج .. وكان الهجوم على الفايكنج صعبا لأنهم كانوا يعتمدون إسلوب الكر (الهجوم) ثم الفرار إلى سفنهم في البحر مرة اخرى, فقرر قادة الجيش الإسلامي عمل كمين لهم


خرج جيش من الفايكنج يقدر عدده ب16 الف مقاتل للإغارة على مدينة مورور, فنهض اليهم المسلمون ودارت معركة خسر فيها الفايكنج المئات من مقاتليهم والمئات من الجرحى ففروا هاربين نحو سفنهم


اصر محمد بن رستم على مقاتلتهم فتبعهم إلى هناك ودارت معركة شديدة بين جيش المسلمين والفايكنج, تراجع المسلمون في بدايتها, لكن محمد بن رستم والقادة معه ترجلوا عن خيولهم ودخلوا المعركة, وأمر إحدى الفرق أن تحول بين الفايكنج وسفنهم


فقام المسلمون بالإطباق عليهم من جانبين, وكبدوهم اكثر من 500 مقاتل وآلاف الجرحى


‏وإستطاع الفايكنج الفرار إلى سفنهم, وكانوا في طريق هروبهم وعودتهم إلى أراضيهم يغيروا على بعض المناطق الملاصقة للساحل ويفروا هاربين خوفا من جيش المسلمين


وارسل الأمير عبدالرحمن براس أمير الفايكنج ومائتي رأس من مقاتليهم الاشداء إلى طنجة وما حولها ليبشرهم بنصر الإسلام وأهله .. وجعلت هذه الغارة أمير الأندلس عبدالرحمن الثاني يدرك مدى اهمية وجود اسطول بحري إسلامي, فاصدر اوامرة بالشروع في بناء أسطول


وأرسل بعدها ملك الفايكنج هوريك وفدا للأمير عبدالرحمن طلبا للصلح بعد فشل غاراتهم على الأندلس والذي ارسل بدوره وفدا بقيادة يحي بن حكم البكري المعروف ب"الغزال”


.

.

.


المصدر:

Twitter:@cn6c6




اتمنى قراءه صفحة إتفاقية المستخدم



تعليقات